كنت قد حدثتكم في الموضوع السابق عن عوامل السيو الداخلية، وبت عزيزي القارئ تعرف الآن ما معنى عوامل السيو الداخلية بشكل مُفصّل، اليوم سأنهي هذا الموضوع بالحديث عن العوامل الـ4 المتبقية.
عوامل السيو الداخلية التي سأتحدث عنها اليوم هي:
- النص البديل للصورة (Alt Text)
- سرعة تحميل الصفحة
- الروابط الداخلية (Internal Link)
- كثافة الكلمة المفتاحية
كنت في الموضوع السابق تحدثت عن هذه العوامل:
- المحتوى
- العلامات الوصفية: عنوان الصفحة، وصف الصفحة.. إلخ
- العناوين الرئيسية (H1-H6)
- بنية الرابط
والآن دعوني أكمل الشرح على بركة الله..
النص البديل للصورة
من الواضح أنني أتحدث عن نص يتعلق بالصور بشكل عام، ولكن ما المقصود بهذا النص وما أهميته؟ حسنًا لكل صورة عنوان ونص بديل ووصف، هذا الشيء متوفر في أكثر المواقع في شبكة الإنترنت.
أما النص البديل فهو الذي يظهر في حال لم تظهر الصورة لأي سبب من الأسباب، لنفترض أن بين يدينا صورة تحتوي على بيتزا، فما هو أفضل وصف لهذا الصورة؟ بالطبع أفضل وصف أن تكتب “بيتزا” أليس كذلك؟ في حال لم تظهر صورة البيتزا تلك فإن كلمة بيتزا تظهر عليها وهذا ليعرف القارئ بما تتعلق هذه الصورة.
من ناحية أخرى، محركات البحث تتعرف على الصور من خلال النص البديل، فعندما تعرف النص البديل للصورة، فإنه عندما يقوم الناس بالبحث في جوجل على سبيل المثال عن البيتزا، فإن الصورة التي أضفتها إلى موقعك واحتوت على نص بديل “بيتزا” ستكون مرشحة للظهور في صفحة نتائج الصور وذلك لأن جوجل أرشفها بإسم النص البديل الذي احتوته.
والآن ما رأيك بهذا؟ هل تعرفت على مدى أهمية النص البديل الآن؟ ولهذا عندما تضيف الصور إلى محتوى صفحتك دائمًا أضف صور متعلقة بذلك المحتوى، فلو كنت تكتب عن البيتزا أضف صورة بيتزا واكتب في نصها البديل “بيتزا” ولو كان محتوى صفحتك عن تعليم التسويق الإلكتروني فقم بإضافة صورة تعبّر عن تعليم التسويق الإلكتروني، ثم اكتب في نصها البديل “تعلم التسويق الإلكتروني”، وشاهد كيف ستكون النتائج رهيبة للغاية.
سرعة تحميل الموقع
تخيّل معي زيارتك لموقع إلكتروني ما، وأخذ من الوقت 15 ثانية كي يفتح لك صفحاته، هل تشعر بالرضا أم تكون يدك ترتجف من الضيق وتريد بشدة إغلاق صفحة ذلك الموقع، ولكن افترض أن صفحات ذلك الموقع أخذت أقل من 3 ثواني قبل أن تفتح بالكامل، فهذا سيكون أولى درجات الرضا وستشعر بالإيجابية والراحة النفسية عند زيارتك لهذا الموقع قبل أن تعرف محتواه وإن أعجبك محتوى الموقع ستبدأ بتصفح محتوياته الأخرى ثم تتذكره وتعود لزيارته مرارًا وتكرارًا وهذا ما لن يحدث عند زيارة موقع بطيء، بل ستُغلق الصفحة فورًا وإن كنت بحاجة ماسة والمحتوى في هذا الموقع غير موجود في مكان آخر فقد تنتظر المرة الأولى والثانية، ولكنك لن تستمر بزيارته بل ستقول في قرارة نفسك، لا أريد زيارة هذا الموقع وتُقنع نفسك بأنك لست بحاجة لمحتواه مهما كان مهمًا بالنسبة لك.. وسؤالي هنا لماذا تضع نفسك وتعرض موقعك الإلكتروني لهذا الموقف من الأساس وأنت قادر على حل مشكلة البطء الذي تعانيه صفحاته؟
أضف إلى هذا، أن محركات البحث لن تكون سعيدة على الإطلاق عندما تقوم بزيارة صفحات موقعك وتجدها بطيئة، هنالك ما يسمى بعناكب بحث جوجل، وهي التي تزور صفحات المواقع الإلكترونية كي تقوم بأرشفتها، وتمتلك من الذكاء الاصطناعي ما يكفي كي تقرر وتشعر كما يقرر ويشعر المستخدم، وبالتالي عندما تجد موقعك بطيء ستسجّل هذه الملاحظة وتنقلها لجوجل بشكل أوتوماتيكي، فيتم وضع موقعك ضمن المواقع البطيئة، أما المواقع السريعة ستتفوق عليك بهذا العامل، وبالتالي وضعك نفسك تحت الضغط وخسرت نقطة لمصلحة المنافس.
وقبل أن أنسى، فإن بطء صفحات الموقع تعني باونس ريت “Bounce Rate” مرتفع، وهو معدل الارتداد، وكلما ارتفع كلما هبط ترتيب صفحات موقعك في صفحات نتائج بحث محركات البحث.
الآن أصبح لدي ثقة بأنك بتّ تعرف مدى أهمية سرعة تحميل صفحات موقعك الإلكتروني ولا بد من اكتشاف أسباب البطء ومعالجتها بأسرع وقت ممكن.
الروابط الداخلية (Internal Link)
بكل بساطة فإن ارتباط صفحات موقعك ببعضها البعض له الكثير من الأهمية لدى محركات البحث، والروابط الداخلية بكل بساطة عبارة عن الروابط التي تغادر صفحة ما في دومين معين، موجهة إلى صفحة مختلفة في نفس الدومين.
أسباب أهمية الروابط الداخلية
هنالك 3 أسباب تعود على أهمية بناء الروابط الداخلية، وهي:
- تسمح للمستخدم بتصفح الموقع.
- تساعد على نثر عصير الروابط الذي يعتبر إحدى عوامل السيو المهمة أيضًا.
- تساعد على إنشاء التسلسل الهرمي المعلوماتي في الموقع.
الروابط الداخلية يمكن إنشائها بسهولة، افترض أنك تملك مقال ويحتوي المقال عن معلومات عن التسويق الإلكتروني، وهنالك بعض المحتوى المكتوب كما يلي:
التسويق الإلكتروني هو عبارة عن كذا وكذا، ويمكنك طلب خدمات التسويق الإلكتروني.. إلخ
سأفترض أن موقعك يحتوي على صفحة تعرض فيها خدمات التسويق الإلكتروني، فمن الجيد بهذا الحال أن تربط الجملة المفتاحية “خدمات التسويق الإلكتروني” بتلك الصفحة، كما فعلت أنا للتو!
لاحظ أنني ربط تلك الجملة بصفحة عنوانها “خدمات التسويق الإلكتروني”، فالنص المكتوب هنا هو ذاته العنوان في تلك الصفحة، هذا ما عليك فعله، عندما تربط نص ما بصفحة أخرى في موقعك، عليك اختيار كلمة أو جملة تعبّر عما تحتويه تلك الصفحة، بهذه الحالة فقد رسمت خريطة واضحة لزوار موقعك وكذلك الحال لمحركات البحث، وهذا الصحيح والمنصوح به من قِبل المحركات بنفسها.
كثافة الكلمة المفتاحية
آخيرًا وليس آخرًا، كثافة الكلمة المفتاحية والتي تعني عدد مرات تكرار الكلمة الرئيسية التي تستهدف مسكه والظاهرة في محتوى إحدى صفحات موقعك، عدد مرات تكرارها مقسومة على عدد كلمات محتوى تلك الصفحة.
تمعّن بالمثال التالي لتصلك الفكرة على أكمل وجه:
مقال ما تم نشره في موقعك، المقال يستهدف كلمة “عوامل السيو الداخلية”، وفي المقال نحو 700 كلمة إجمالًا، كررت كلمة “عوامل السيو الداخلية” نحو 15 مرة، فكم كثافة الكلمة المفتاحية في هذه الحالة؟
الأمر بسيط، نقوم بحساب كثافة الكلمة وفق المعادلة التالية: عدد مرات تكرار الكلمة/عدد كلمات المقال = (15/700 = 2%)
2% هي نسبة كثافة الكلمة المفتاحية أو الرئيسية، وهذه النسبة ممتازة جدًا، لأن تكرار الكلمة هنا لم يكن حشوًا بل كان منطقيًا، تسلسل بشكل طبيعي في المقال، وهذا ما يريده جوجل، ففي حال زادت نسبة الكثافة عن المعقول فإن جوجل يكتشف بأن المحتوى في هذه الحالة عبارة عن حشو وموجّه لمحركات البحث وليس للعقل البشري، وهذا الرفض المطلق الذي يرفضه جوجل ومحركات البحث الأخرى.
لهذا عندما تكتب مقال لا تفكر كيف ستمسك الكلمة الرئيسية، بل قدم محتوى جيد ومفيد ومقال قوي لغويًا وسلسل، ستحصل في نهاية المطاف على رضا محركات البحث والجمهور وستحصل على مبتغاك بالظهور في الصفحة الأولى ولربما النتيجة الأولى في تلك الصفحة.
ملخص الكلام حول “عوامل السيو الداخلية”
بهذا أكون قد أنهيت لكم أهم عوامل السيو الداخلية والتي إن عرفتها عزيزي القارئ وفهمتها، فإنك ستحصل على مبتغاك في نهاية المطاف، الأمر يتعلق بشكل أساسي بالمحتوى، وبعض اللمسات البسيطة التي عليك القيام بها في صفحات موقعك الداخلية، ولو نظرت للعوامل الـ8 ستجد بأنها تتحدث عن المحتوى وسرعة تحميل الموقع بالإضافة إلى بنية الروابط، ثق بأنك ستحقق نمو واضح في حال عملك على تلك النقاط كما ذكرتها، وركز على المحتوى دائمًا وابدًا، ثم سرعة تحميل موقعك وبنية الروابط.
إن كان لديك أي استفسار حول عوامل السيو الداخلية من بعيد أو من قريب، لا تتردد في المناقشة أو طرح سؤالك عبر نموذج التعليقات أدناه والله ولي التوفيق.